قصة الشعب الذي تفاوض مع الله على “بقرة”

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز

اليهود تفاوضوا مع الله على بقرة فهل يتكرمون عليكم بالقدس الشريف. هم من قالوا ان الله فقير ونحن أغنياء فهل يتكرمون عليكم بفتح المعابر؟!. وهم من صرحوا بأن يد الله مغلولة؛ فهل تنبسط أيديهم لكم بالسلام ؟! شعب حرفوا كلام الله، ولا تريدون منهم أن لا يحرفوا التاريخ والاخبار والمعلومات.

لهذا أقول لكل المنبطحين و المتصهينين، إن انتم سلمتم في 80 % بدون تفاوض مع هذا الكيان الغاصب قاتل الطفال. فماذا عساكم تأخذون من العشرين الباقية؟!. تريدون أن تتفاوضوا مع اليهود جميل جدا. وكأن اليهود حدث جديد في التاريخ وليس اليهود أقدم أمة.

التفاوض العقيم و المماطلة و التسويف سمة أصيلة في التكوين اليهودي في الثوراة و الانجيل والقران. اليهود يا أحبائي تفاوضوا مع الله عز وجل عن طريق الوسيط الدولي موسى عليه السلام، في قضية “بقرة” فاوضوا الله تعالى في “بقرة”. 

فهل يعيطك دولة وقدس ومسجد وقبلة ومحراب؟. هل أنتم أشد رهبة في قلوبهم من الله؟ أم ان دولتكم أهون من الله؟! ومن عجائب الأمور أن يكون هذا الحوار الطويل عن “البقرة” ليس هي القضية المطروحة بخصوص النزاع أصلا. 

ولكن القضية توجد تفاصيلها في سورة البقرة الاية 72،73. هي : بسم الله الرحمان الرحيم “إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(72)فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)” صدق الله العظيم.

يعني أن أصل القضية قتيل لم يعرف فيه قاتله، وكان من المعلوم معرفة القاتل. بدلهم موسى عليه السلام على دليل الإثبات “اذبحوا بقرة وأضربوه ببعضها”. فجادلوه في دليل الإثبات وتركوا أصل الحق. وهؤلاء هم اليهود.

بعض من المنطق وقليل من الحياء وشيء من الفهم. التقليل و التدليس والخلط المتعمد للأوراق، خيانة للقضية أو جهل بها والخائن ليس أهلا للأمانة لقوله تعالى في سورة الانفال الآية (2) “يا أيها الدين أمنوا لا تخونوا الله و الرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون” صدق الله العظيم.

ختاما أقول لكل متابعي وقراء موطني نيوز الاوفياء. اليهود يعانون من حمى دراسة الحروب الصليبية. فإذا لم تكن تعلم فعلم. كل اليهود لهم رهاب مما يسمى الحروب الصليبية. ونحن أصحاب القضية لا ندرس القضية فاليهود إخترقوا مئات الجماعات المسيحية لا سيما في أمريكا. والذي اريد أن أستدل به عليه. هو أن تأييد أمريكا وأوروبا وجزء كبير جدا من الشرق من المذهب البروستانتي على وجه الخصوص يؤمنون عقائديا بضرورة إقامة الهيكل حتى ينزل المسيح المنتظر عندهم. لأنهم لا يؤمنون لا بعيسى بن مريم و لا بمحمد ابن عبد الله صلى اله عليه وسلم .

ولذلك فالتأييد تأييد عقائدي، فالمنادون بالشرعية الدولية جهلاء يفهمون لا دين و لا تاريخ و لا أدب و لا حق و لا قانون و لا سياسة. يا اسذاجتكم ايها العرب..تريدون من عدوكم أن يترك عقيدته من أجلكم؟ فبما ولماذا؟ 

ولذلك شيء مستفز، بل شيء يدعوا غلى الاشمئزاز أن ترى أناس ماتوا وتأخر دفنهم حتى فاحت رائحتهم وهم يتسكعون على الطرقات وينامون كالجثة و الموتى بالقبور. ويطالبون المجتمع الدولي للتدخل لإنقاذ فلسطين. وأين ذهبت أنت يا صاحب الطين؟! 

لا أقول شيء مستفز، شيء مقزز أن ينام صاحب الحق و يطلب من العدو أن يعطيها له طواعية!!منطق سقيم، أم خلط للأوراق؟ أم خيانة؟ أم بيع للقضية؟ أم هذا كله تجسد في كيان واحد إسمه “أنا العربي”. الشرعية الدولية يا عربي يا منبطح لا تصلح لأن هناك تأييد عقائدي. هؤلاء يؤمنون بضرورة إقامة دولة إسرائيل. ولا تقوم دولة إسرائيل الا بهدم القدس وتهويده ولابد من بناء الهيكل. لإذن لابد من إحتلال فلسطين وترحيل القدس وهدم المسجد الاقصى وإقامة المعبد، وهذه عقيدة مشتركة فممن تطلبون؟

أما عن الشرعية الدولية، فإنها هي من أوجدت دولة إسرائيل. ومن يسأل عن الدور الأوروبي، فإن أوروبا هي أعطت لليهود وطن بحسب وعد بلفور أي ان اوروبا كان لها الدور الاكبر لإحياء دولة اسرائلية في فلسطين قبل أن يكون لأمريكا دور. 

حيث أن الثابت تاريخيا أن امريكا لم تدخل على خط مسرح أحداث هذه الجريمة الا بعد سنة 1942. وأنتم أعلم من كان قبل ذلك؟ بلفور..بريطانيا هي التي أصدرت هذا الوعد، وهي من أمنت الهجرة الى فلسطين وبريطانيا هي من سلحت فيلق اليهود. بريطانيا هي من مكنت لدولة إسرائيل. بريطانيا لم تنسحب الا بعد الاعلان عن قيام دولة إسرائيل سنة 1948. فهل تطلبون من بريطانيا أن تطرد إسرائيل؟! ففيما كان السعي إذن؟.

أما ألمانيا فقد صرفت على إسرائيل الملايير، أما أمريكا فأخذت على عاتقها تسليح الكيان الصهيوني بأخر التكنلوجيا من الاسلحة المتطورة منذ الاعلان عن قيام دولة اسرائيل و حتى يومنا هذا. ولعل ما يقغ في غزة أمام صمت العرب المتصهينة لدليل واضح على أن فلسطين ليست للفلسطينين وأن العرب هم من باركوا بيعها و ذبح شعبها. 

و لا تعتقدون أن روسيا فيها خير، الدين وضعوا ثقتهم في أرسيا أقول لهم أنها أعطت للعرب و المسيحيين أعنف صفعة على وجهيهم بالوجود. روسيا مدت اسرائيل بأخطر عناصر القوة ساعتها، العنصر البشري مليون ونصف مواطن روسي الجنسية يهودي الأصل فما الحل؟.

الحل، ليست فلسطين أول مرة تحتل. الذي يسأل عن الحل، يسأل فلسطين. كم مرة احتلت؟ وكم مرة حررت؟ وما الطريق إليها؟ ومن الفادر على حمل مفاتحها؟ إسألوا القدس. أسألوا القدس لما إحتلها الحيثيون، أسألوا القدس لما احتاها الهكسوس. إسألوا القدس لما احتلها اتاتار وهدموا المسجد وحرقوه وخربوا كل شيء فيه. وإسألوا القدس لما غحتلها الصليبيون وظلوا فيها 198 سنة. ولذلك اليهود عندهم حمى دراسة التاريخ، لأن التاريخ يقول البقاء بالقوة أمر مستحيل لا سيما لو كان عدوك أمة أصيلة لها عقيدة ولها أصول ولها تصور ولها منهج أمة أجادت في الوجود كله صناعة يخاف منها الجميع الا وهي صناعة الموت. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!